قصة “كعك” تترجم إلى اللغتين الدانماركية والسويدية
يسعدني أن قصة كعك قد تمت ترجمتها ونشرها باللغتين السويدية والدانماركية. تتحدث القصة عن “عليّ” بائع الكعك والقط المشاغب “سمسم” وتدور أحداثها داخل سوق عربي شعبي، حيث يقفز القط الشقي سمسم داخل كعكة عليّ؛ فتعلق الكعكة حول رقبته. يهرب سمسم وهو يردد: ” لن تمسكني يا عليّ، أبدًا أبدًا لن تمسكني” ويتبع ذلك مطاردة شيّقة في السوق حيث يمر سمسم فوق وتحت… بجانب وبين أشياء كثيرة في السوق. وأخيرًا يتمكن عليّ من الإمساك به فيعودا معًا إلى بسطة الكعك ويتعاونا على بيع الكعك سويًّا.
عندما كتبت هذه القصة قبل سنوات طويلة، كان منظر بائع الكعك مألوفًا في كل أحياء عمّان. يحمل بسطته على رأسه وينادي بأعلى صوته : “كعك كعيييك” وكانت كلمة كعك من أولى الكلمات التي يتعلمها الأطفال الصغار، فتجدهم يضعون أيديهم على رؤسهم ليشيروا إلى بائع الكعك ويرددون: “كعك كعييك”. وفي ذلك الوقت كانت معظم الكتب المتوفرة للأطفال مترجمة تعبر رسوماتها عن بيوتٍ وأشخاص من مجتمع آخر. كنت حينها في بداية مشواري ككاتبة لقصص الأطفال، وشعرت أنه من الضروري أن نؤسس لأدب أطفال محلي له بصمته الخاصة، يوفر لأطفالنا قصصًا من بيئتهم تشبههم برسومات بيوتها وأشخاصها فوجدت أن عليًّا بائع الكعك المحبوب والمعروف للأطفال هو الشخصية المناسبة لقصتي.
ومرت السنوات، وها هي قصة ” كعك ” تترجم إلى اللغتين: السويدية والدنماركية، وتفتح نافذة جديدة يتعرف من خلالها الأطفال السويديون والدانماركيون على أطفال وعلى طعام من مجتمع آخر. وقد اهتم الناشر السويدي HJULET أن يعرّف الأطفال على الكعك بالسمسم؛ لأنه أدرك أن هذا سيثري موضوع الكتاب الذي يؤكد للأطفال في السويد والدانمارك من خلال قصة مصورة بسيطة على الاختلاف والتشابه بين الحضارات. ولتعزيز الموضوع أضاف الناشر وصفة لعمل الكعك بالسمسم في آخر الكتاب. وقامت والدة السيدة اليزابيت رزبرج التي ترجمت الكتاب إلى اللغة السويدية بتجربة الوصفة وخبزت كمية من الكعك.
والحق يقال، إن الكعك الذي خبزته يبدو شهيًّا، وقد أخبرتني اليزابت أن والدتها تنوي أن تخبز المزيد منه، كما أنها تريد أن تهدي بعضًا منه لجيرانها اللبنانيين. خطر على بالي الآن وأنا أكتب لكم أن أرسل لوالدة اليزابت بعضًا من الزعتر كي تجرّبه مع الكعك. هل يا ترى سيعجبها الكعك بالزعترأم لا؟ ما رأيكم؟