نحن بجاجة إلى كتب متنوعة تتكلم عن ثقافات أخرى

 

ترجمة: هديل مقدادي

تقول الكاتبة لوسي كوتس والتي أعادت سرد قصة ” ما المانع؟”

أنا أعيش في المملكة المتحدة، البلد الذي رحب طوال قرون بالكثير من الناس المنتمين إلى ثقافات كثيرة متنوعة. لهذا السبب كان يصدمني دائما أن التنوع الإثني مفقود بشكل كبير في كتب الأطفال. بدأ الناشرون مؤخرا بالاهتمام في هذا المجال ولهذا نلمس تطورا ما، لكننا لا نزال في بداية طريق طويل. لقد أجريت حوارا في العام الماضي مع الحائزة على تكريم مؤسسة “الأطفال” مالوري بلاكمان، التي عملت الكثير أثناء سنة تكريمها لطرح هذه المسألة. وأنا لن أنسى أبدا ما قالته لي من أنها لم تستطع أبدا أن تجد أي طفل مثلها في الكتب التي كانت تقرأها وهي طفلة، وأنها لم يخطر ببالها أبدا أنه يمكن لمؤلف “ملوّن” أن يجد ناشرا حتى قرأت كتاب أليس والكر “اللون البنفسجي”

لعلكم تفهمون إذاً لماذا فكرت بالأمر طويلا وأجريت حسابات صعبة قبل أن أوافق على إعادة سرد الحكاية الرائعة لتغريد النجار وحسان مناصرة في الكتاب المصوّر “ما المانع؟” للسوق البريطانية. القصة الأصلية نشرتها دار السلوى في الأردن واشترتها دار أوريون للأطفال في المملكة المتحدة. الكتاب يحكي قصة سامية وما حصل معها في أحد الشهور… شهر رمضان.

فكرت طويلا لأن القصة لا علاقة لها بديني أو بثقافتي. تساءلت: ألم يكن الأجدر أن يقوم بإعادة سرد الحكاية للجمهور البريطاني شخص من هذه الإثنية وهذه الثقافة؟ ولكن دار السلوى كانت واثقة ومطمئنة من قيامي بالأمر، وهكذا وافقت وصممت على أن أنقل روح القصة لجمهور أكبر قليلا من جمهور “الكتاب المصور”، بناء على قرار شركة أوريون بنشر القصة في سلسلتها “القراء الصّغار”. وفوق كل اعتبار أردت أن أعالج قصة تغريد بشكل يحترم عملها وثقافتها وأتعاون معها ومع محررنا بشكل وثيق يضمن أن تخرج القصة التي دعوناها الآن “الطبل الأخضر الصغير” بالهيئة النهائية التي ترضي تغريد والناشر وتسعدهما.

 

عندما انتهيت من كتابة المسودة الأولى، التقيت بالناشرة سلوى شخشير في معرض بولونيا للكتاب وتحدثنا أكثر عن القصة. كان عندي القليل من الأخطاء، وقد صححتها لي سلوى بلطف، ووضعتني على الاتجاه الصحيح (فمثلا كنت أستخدم كلمة “أبو” وحدها للأب فأخبرتني أن المصطلح الصحيح المستخدم في القرية يكون “يابا”). كان هناك أيضا مسألة لفتا، المكان الأصلي لقصة سامية. هذه القرية المهجورة منذ فترة طويلة في فلسطين، تنحدر منها تغريد وأسرتها. لقد كتبت تغريد القصة كأنها تضع نصبًا تذكاريًّا لأوقات سعيدة هناك، وكان من المهم لها أن يذكر البعض ويقرّ أن الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين كان سببًا في تشريد أهلها. اتفقنا على أنه سيكون هناك جزء في نهاية الكتاب يشرح ذلك، ويشرح أيضا ما كان يعنيه شهر رمضان لأولئك الذين قد لا يعرفون معناه.

 

لقد كنت سعيدة جدا هذا العام عندما علمت أن قصة تغريد وحسان اختيرت من بين كتب من جميع أنحاء العالم ضمن قائمة الـ”وايت ريفن” المشهورة لسنة 2014، وإنه لشرف عظيم أن يدخل الكتاب في هذه القائمة المرموقة. يجدر بي هنا أن أشير إلى أن رسومات حسن المبهجة تشكل جزءا مهما من قيمة ونجاح الكتاب. لا يجوز أبدا أن ننسى الرسام. لقد رأيت قائمة وايت ريفين بكاملها في معرض بولونيا للكتب هذا العام. وإنها حقا قائمة مثيرة للإعجاب.

أنا فخورة جدا بصلتي بهذا الكتاب. إنه قصة فتاة تقوم بعمل ارتبط تقليديا بالرجل. القصة تسلط ضوءا ايجابيا على ثقافة نكاد لا نسمع عنها في الأخبار إلا للأسباب الخطأ. وأنا آمل أن تكون خطوتنا خطوة صغيرة ومهمة في طريق التنوع في كتب الأطفال هنا في المملكة المتحدة. لعلها ستشجع طفلة قارئة من المجتمع الإسلامي هنا لتمسك بقلمها وتكتب قصة أولى ثم أخرى ثم أخرى، لأنها ترى نفسها في سامية الشجاعة. هذا سيجعل صوت قلبي يعلو بغناء عال سعيد، تماما كما فعل الأصدقاء سامية وأحمد وعمر وفاطمة وعدنان وسميرة …. في الكتاب.
المصدر:http://bit.ly/1Mbzl9x

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.