بقلم: هديل مقدادي
من أبرز التّحديات التي تواجه الوالدين تحضير أطفالهم لاستقبال المدرسة، وإعدادهم للتغيير الجذري الذي سيحدث في نمط حياتهم، خاصّة بعد انتهاء العطلة الصيفية التي اعتادوا خلالها على الجلوس في البيت والنّوم في ساعة متأخرة.
ومن أهمّ أسباب القلق عند الطفل اختلاف الجوّ العام بين المدرسة والبيت، فبينما يشعر الطفل بالحريّة والأمان داخل المنزل، يخشى الطفل الذي لم يسبق له الذهاب إلى المدرسة من المجهول الذي يتمثّل في المعلمة وطلاب صفه والمكان بشكل عام، ويشعر بالقلق الشديد من شعوره بالغربة والابتعاد عن البيت.
وهنا لابدّ أن يتعامل الأهل مع الطفل بطريقة سليمة تحمسّه وتشجّعه على الذّهاب إلى مدرسته بكل راحة واطمئنان، وإليكم بعض النّصائح الّتي قد تساعد على ذلك:
• مشاركة الطفل بقراءة قصص عن أطفال يذهبون إلى المدرسة والأشياء الممتعة التي يقومون بها هناك.
• الذهاب مع الطفل لزيارة المدرسة قبل بداية العام الدراسي للاستفسار عن مواعيد الدراسة أو الزي المدرسي، ولرؤية صفّه الجديد، ومقابلة معلمته. إنّ أيّة فرصة لزيارة المدرسة ستجعل الطّفل يشعر بالرّاحة أكثر لأنّ الزيارة الأولى برفقة الوالدين ستجعله يألف المكان.
• ربط المدرسة بأشياء محبّبة ومرغوبة لدى الطفل كالسّباحة في حال وجود مسبح في المدرسة أو كتعلّم مادّة محدّدة يحبّها الطفل .
• دعوة بعض الأطفال ممّن سيشاركون طفلك في الصفّ إلى المنزل قبل بداية العام الدراسيّ بقليل ممّا سيذكّره بأصدقائه ويشجّعه على اللقاء بهم في المدرسة.
• التسوّق معه لتجهيز ما يحتاج إليه من قرطاسيّة وملابس، عندها سيضع الطفل لمسته الشخصية على أدواته وسيشعر بالفخر بامتلاكها.
• تدريب الطفل على ارتداء وخلع زيّ المدرسة، وعلى تسمية الأدوات المدرسية بأسمائها.
• ذهاب الطفل إلى المدرسة بصحبة والديه أو أحدهما، لكي يشعر بالأمان والثقة.
• يجب ألّا تكون لحظة وداع الطفل على باب المدرسة طويلة، بل يجب أن ينصرف الأهل بسرعة حتى يدرك الطفل أن عليه التأقلم بسرعة.
• تشجيع الطفل وطمأنته بأنّه سيعود إلى المنزل بعد ساعات قليلة وأنّكم بانتظاره.
• الذّهاب لإحضار الطفل في الموعد والمكان المحدّد.
• من الجيّد أن نسأل الطفل عمّا فعل خلال يومه الدراسي الأول وإعطائه الفرصة ليجيب بجُمل وعبارات طويلة.
• يجب أن تكون ردود أفعال الأهل متجاوبة مع الطّفل وذلك بالتّشجيع والمناقشة الفعّالة مهما بدا كلامه ساذجًا وبريئًا.
• من المفيد أن يشارك الطفل في نشاطات لامنهجية في المدرسة… سيزيد ذلك من حماسه للذّهاب إلى المدرسة لأنّه سيرغب في القيام بالنشاط الذي يحبّه مع أصدقائه.
• يجب على المدرسة أيضًا أن تساعد على توفير أدوات الجذب للأطفال، وذلك عن طريق توفير مساحات للّعب وغرف صفيّة مناسبة إضافة إلى النشاطات الترفيهية والتربوية.
• ضرورة وجود عادات يومية حتى لو كانت بسيطة تجمع بين الطفل والأم مثل الغناء معًا أو قراءة قصة أو تناول الحليب معه قبل الذّهاب إلى المدرسة.
• قضاء يوم العطلة في مكان يحبّه مكافأة له.
الأطفال كتلة من المشاعر المختلفة التي يجدر بالأهل التعامل معها بذكاء.وكل تغيّر في حياة الطفل (مثل الذهاب إلى المدرسة) سيكون سببًا في تزايد مشاعر القلق والخوف بسبب انفصاله عن والديه وبسبب خوفه من مواجهة حدث جديد في الحياة.
ومن الجدير بالذّكر أن للمدرسة دورًا مهمًّا في تعميق محبّة الطّفل للمدرسة وإعطائه شعورًا بأنها ليست مكانًا لتلقّي العلوم فحسب، بل هي بيته الثّاني حيث سيشعر بالدّفء والأمان، وفي المدرسة سيكوّن الطفل عالمه الخاصّ المليء بالمتعة والصّداقة والتّعلّم والإثارة، ومعها سيطلّ على مستقبله الواعد عامًا بعد عام.