هل فكرت أن تستخدم الكتاب الصامت كوسيلة لتنمية مهارة القراءة لدى طفلك؟
لا بد أنك ستصاب بالدهشة والتعجب إذا عرفت أن الإجابة: نعم، إذ يمتلك الكتاب الصامت القدرة العالية لتنمية مهارات القراءة عند الطفل بحساب أكثر من التوقع والتخيل!
بداية، ما المقصود بالكتاب الصامت؟
يُعدّ الكتاب الصامت نوعًا أدبيا خاصًّا؛ فهو “عابر للقارات”، إذ هو فن يعتمد فنّ القصة كوعاء يتضمن داخله مجموعة من الصور المتتالية التي تنطق بعناصر الحركة واللون والصوت، تروي الاحداث كاملة دون إدخال أي كلام أو نص لغوي. ولغة الصور عالمية في إيصال الرسالة والمفهوم ، إذ لا تحتاج إلى لغة معينة لكي تستطيع فهمها . وهنا، يكمن دور الفنانين أصحاب المهارة والفهم الصحيح في تنفيذ تلك الكتب والقصص باستخدام الصور وأساليب الطباعة وفنيتاها المختلفة التي تُضفي عليها روح الكلام، تبعث في الطفل مهارة التخيل واستنطاقها ومن ثم يكون قادرًا على إنتاج نصّ ناطق بكل الأفكار والحكايات المقصودة. نص يعجّ ويزدحم بالمشاعر والأحاسيس والانفعالات.
كيف للكتاب الصامت أن يوصل المفاهيم دون لغة؟
إن هذا السؤال يمثل الجوهر والمحور لفكرة الكتاب الصامت، فمن المؤكد أن هذه القصص خالية من الكلمات بأي لغة كانت ، لكنها حافلة وغنية وثرية باللغة البصرية (العينيّة) التي تتفوق على الحروف والأصوات مستويات عدة في قدرتها على سرد حكايات بسيطة متسلسلة أو معقدة ، بغض النظر عن اللغة.
ما الموضوعات والقضايا التي تعرضت لها الكتب الصامتة؟
اهتمت الكتب الصامت بكل الموضوعات الإنسانية المختلفة التي تخاطب القارئ ويعيشها ويتعرض إليها بما فيها من قيم ومشاعر وانفعالات وأدبيات وأخلاقيات، ولا يفوتنا أن نذكر أن قضية اللاجئين والمهجرين كانت واحدة من أهم تلك القضايا إن لم تكن في صدارتها لما لها من أهمية لشرائح كثيرة في المجتمع الإنساني الواسع.
كم عمر الكتاب الصامت؟ ومن الدولة الرائدة بوضع مثل هذه الكتب المعتمدة كل الاعتماد على الصور دون إدراج الكلام؟
إن بداية الكتاب الصامت تعود إلى فترة السبعينيات في ألمانيا. ومنذ ذلك الوقت، حظيت فكرته بقبول واسع؛ لما تحتويه وتتضمنه من الرسائل الإنسانية الكثيرة والمشاهد المرئية بكلام غير منطوق، مما يحفّز ويطلق الخيال لدى الأطفال، ويحثهم على الإبداع وتأليف قصصهم الخاصة. وقد شهد عالم النشر انتشارًا واسعًا لكتب الأطفال المصوَّرة الصامتة خلال الأربعين سنة الماضية، المؤهلة لتقدم الأفكار، من خلال مجموعة متنوعة من الإشارات والتلميحات البصرية، يكتشفها القارئ بتوظيف مهارات المعرفة والفهم والتحليل والتطبيق والاستنتاج.
أيهما يتفوق في مجال القدرة على تنمية الجانب العقلي والإدراكي واللغوي عند الطفل: الكتب الصامتة أم القصص العادية المعتمدة على العبارات والتراكيب المدعمة بالصور؟
بالرجوع إلى الدراسات المختلفة، فإن الكتب الصامتة قد أثبتت قدرتها على مخاطبة القراء، ومنحهم المساحة الواسعة الممتدة دون حدود؛ لإطلاق مخيلاتهم وتحفيزها لإبداع نصوصهم الأدبية الخاصة، من خلال ما يستوحونه من الصور والرسومات، كل قارئ منهم كما يراها من زاويته الخاصة وذلك بتوظيف اللغة البصرية القادرة على تحفيز الخيال عند الطفل وتفعيل الحواس معا لابتكار نصه الخاصّ وحده. وهنا، يبرز دورها الفاعل في إذكاء وإشعال المهارات العليا لديه في تنمية الخيال وتوظيف مهارات التفكير المنتج لديه من تحليل وربط وتطبيق واستدلال وحل المشكلات وتكون النتيجة أحداثا مبنية على منطق القارئ الخاص الذي يمتاز على أقرانه فيأتي كل منهم بفكرة ابتكارية خلاقة لما أبصرت عيناه وأتقنه عقله.
وقد يتساءل أحدكم: هل يستطيع الأطفال من ذوي الصعوبات والتحديات اللغوية والكلامية التعامل مع الكتاب الصامت؟
لا بدّ من التوضيح أن الكتاب الصامت استطاع أن يدعم هذه الفئة (ممن يعانون صعوبات في القراءة) بقوة واقتدار؛ وذلك يرجع لتحرره من قيود اللغة والحرف والصوت واعتماده بشكل كامل على الصور.
تجربهّ جديدهّ تختلف كليا عما تعودتم عليه. حضروا انفسكم للاستمتاع بهذه القصهّ الطريفهّ. لن نملي عليكم الجمل والاحداث. ستجدونها بانفسكم! احلام رجل نشيط، كتاب صامت طريف للفنان محمد المعطي.