جود و دراجتها الجديدة …القصة العاشرة من سلسلة الحلزونة

“كيف تعلمت ركوب الدراجة”

جود ودرّاجتها الجديدة، هي القصة العاشرة من سلسلة الحلزونة والتي تدور حول جود وأخيها الصغير زيد واختها الكبرى جمانة. تعالج السلسلة مواضيع من وحي الحياة اليومية للأطفال. وفي هذه القصة نشارك جود فرحتها بدراجتها الجديدة التي حصلت عليها بمناسبة عيد ميلادها ولكن الدراجة الجديدة بعجلتين وعلى جود أن تتعلم التوازن عليها. ومما يعقد الأمور أكثر هو صديقها سامي الذي يفاخر أمامها بقدراته على ركوب الدراجة بعجلتين ويستهزأ بها.

ما زلت أذكر أول دراجة تعلمت قيادتها وقد تكون هذه الذكرى هي نواة قصة “جود ودراجتها الجديدة”. كنت حينها في السابعة من عمري و كنا نسكن في مدينة رام لله في شارع اسمه شارع “بطن الهواء” و في ذلك الوقت كان  قليلاً ما تمر به سيارات فتحول لملعب لنا ولجيراننا.

فرح الجميع بالدراجة التي أحضرها لنا الوالد والتي كان علينا أن نتشارك بها. وبسرعة تعلم إخوتي ركوب الدراجة وحاولوا تعليمي ولكنني كنت ” خويفة” فتركوني وحدي.

حزّ بنفسي أن كل إخوتي وأولاد الجيران تعلموا التوازن على الدراجة إلا أنا فقررت بيني وبين نفسي أن أحاول أن أتمرن عليها وحدي. وبينما إخوتي منشغلون بأمور أخرى أخذت الدراجة إلى الشارع أمام بيتنا وحاولت التوازن عليها.

وقعت عدة مرات وأخيرًا يا لفرحتي… ترنّحت ثم توازنت وانطلقت الدراجة ولكن للأسف كان أمامي مباشرة سيدة فلاحة تحمل طبقًا من القش على رأسها واكتشفت لحظتها أنني تعلمت التوازن ولكنني لم أتعلم كيف أوقف الدراجة في الوقت المناسب أو أنحرف بها قليلاً،  فخبطت السيدة بدراجتي وأوقعتها هي و طبقها على الأرض. وطبعًا غضبت السيدة المسكينة غضبًا شديدًا وصارت تتوعدني، فما كان مني إلى أن قفزت بسرعة وتركت دراجتي في منتصف الشارع وهربت إلى البيت، حيث اختبأت وراء عمتي سميرة التي كانت ترعانا في ذلك الوقت. لحقتني السيدة وهي تصرخ وتتوعد إلى داخل البيت. طيبت عمتي خاطر السيدة واعتذرت منها ووعدت أن تعاقبني أشد العقاب جزاء عملتي هذه، وعوضتها عن ما كانت تحملة على صينية القش من فاكهة. أنبتني عمتي وحذرتني من أن أعيد الكرة مرة ثانية. ولكن كل ما أذكره الآن الفرحة الغامرة التي شعرت بها عندما تمكنت من هذا الإنجاز الرائع وهو التوازن على عجلتين.

وهكذا تعلمت ركوب الدراجة بعجلتين.