اللعب التخيلي متعة و فائدة

صاح طارق وهو يركض في أنحاء الغرفة ماداً يديه أفقياً: فررررررررررررم  فررررم أنا طائرة انظروا كيف أطير ويييييييييييي. قد يجد البعض هذه التصرفات الطفولية مسلية وظريفة وجزءًا مهمًا من مرحلة الطفولة بينما قد يعتبرها البعض الآخر مزعجة وتسبب الفوضى في البيت وتبعد الطفل عن الواقع.

ويؤكد الخبراء أن للعب دورًا مهم في نمو الطفل العقلي والنفسي والجسدي ولأهميته في حياة الطفل فقد جعلت الأمم المتحدة حق اللعب من بنود حقوق الانسان الخاصة بالطفل.

لقد تغيرمفهوم الوقت واشغال الفراغ في أيامنا الحالية فمن زمن ليس ببعيد كان الأطفال يتركون على سجيتهم لإشغال وقت فراغهم. ولم يكن هناك ألعاب كثيرة متوفرة لهم أو وسائل ترفيه الكترونية بل كانوا يعتمدون على طاقاتهم الإبداعية في تسلية أنفسهم فيستخدمون الخامات المتوفرة في بيئتهم لصنع ألعابهم مثل سيارة مصنوعة من صندوق كرتوني… طائرة ورقية من صحف قديمة وصمغ مصنوع من ماء وطحين.

أما اليوم ومع تغير وتيرة الحياة وتوقعات المجتمع الذي نعيش فيه يشعر بعض الأهل أن عليهم أن  ينظموا كل دقيقة من أوقات أطفالهم  فيسجلوا أطفالهم بدورات في الفن والرياضة والرقص وبعدها يخصصوا وقتا لمتابعة دروسهم. وما تبقى من الوقت الحر المتاح لطفل اليوم تحظى به التكنولوجيا المتوفرة من ألعاب الكترونية وبرامج تلفزيونية وحاسوب مما  يجعل الوقت المتاح للعب التخيلي الحر أقل بكثير من المطلوب.

لكن ماذا نعني باللعب التخيلي؟

اللعب التخيلي هو اللعب الذي ينتج عن خيال الطفل ويعبر عن مكنونات نفسه ويكون هو المحرك له، مثال على ذلك  تقمص الطفل لأدوار مختلفة لأشخاص أو لحيوانات فتارة يكون طبيبًا أو سائقًا أو معلمًا وتارة أخرى يصبح أسدًا أو قطة صغيرة.

يساعد اللعب التخيلي الطفل على فهم العالم من حوله وهو مرآة لبيئة الطفل فمن خلال اللعب التخيلي يعكس الطفل البيئة التي يعيش بها إن كانت بيئة صحية مبنية على احترام الآخر أو بيئة تقوم على العنف وعدم الاحترام.

ويمكن للعب التخيلي أن يكون  طريقة  يعبر فيها الطفل عن مخاوفه مثل خوفه من زيارة الطبيب أو خوفه من الظلام أو الذهاب إلى المدرسة لأول مرة.

ينصح الخبراء الأهل أن يتركوا لأطفالهم فسحة من الوقت الحر ويوفروا لهم المكان الآمن والمريح حيث يسمح لهم ببعض من الفوضى المتوقعة للعبهم التخيلي. فللأسف معظم البيوت في عالمنا العربي مصممة لاستقبال الضيوف ولعرض التحف والمساحات المتوفرة للعب الأطفال في بيوتنا صغيرة وقليلة.

ومن الضروري أن يدرب الأهل أولادهم على إعادة ترتيب المكان بعد الانتهاء من اللعب.

وفي مثل هذا المحيط الآمن قد تتحول الوسادات الصغيرة إلى مركبة فضائية وشرشف الطاولة الأزرق إلى بحيرة والكرسي عند قلبه إلى قارب.

من المهم أن يراقب الأهل لعب أطفالهم ولكن عن بعد ودون تدخل مباشر في مجريات اللعبة إلا إذا دعيوا من أطفالهم وعندها يكون اللعب التخيلي طريقة إضافية للتواصل ما  بين الطفل والأهل.

قصة” أي شي” هي القصة السابعة من سلسلة ” السمكة الذهبية” رسوم نادين كعدان  تطلب سمر من والدتها أن تحضر لها ولصديقها رامي أيّ شيء… أيّ شيء  من السوق. يبقى الطفلان في رعاية والد سمر ويقضيان وقتًا ممتعًا في اللعب التخيلي. وتكون المفاجأة عندما تعود الوالدتان ومعهما مفاجأة من السوق. لتعرف ما هي المفاجأة اقلب الطوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.