بقلم: هديل مقدادي
في زمن العولمة المفتوح، تتعدد مخاطر الإنترنت كما تتعدد فوائد استعماله مما يجعل الأهل في حيرة من أمرهم… فهل يسمحون لأطفالهم بالجلوس إلى الشاشات ويركنون إليها؟ أم يقتطعون جزءا من وقتهم لمراقبة أطفالهم ولو عن بعد؟ وهل يستطيع الطفل في سن مبكرة التمييز بين الصواب والخطأ أو بين الواقع والخيال فيما يراه أمامه؟
بالرغم مما تحمله الشبكة العنكبوتية من إيجابيات ومعلومات وسرعة تواصل إلّا أنها تحمل بين عناوينها وشيفراتها الكثير من المخاطر والسلبيات التي يتوجّب علينا حماية أطفالنا منها، وإليكم بعضًا من مخاطرها:
* الإدمان: يصرف التعلق بالإنترنت الطفل عن الحياة الاجتماعية فيجعله متعلّقًا به، مما يحدّ من نموه الاجتماعي وتفاعله مع المحيط من حوله، كما يلهيه عن اكتشاف مواهبه الأخرى.
* قد يعتبره بعض الأطفال مصدرًا موثوقًا للمعلومات بالرغم من أن هناك من يستغلّه لنشر أفكار مضلّلة وهدامة قد ينجر إليها الطفل لاعتقاده بأن كل ما ينشر عليه هو الحقيقة المطلقة.
* التعرض للابتزاز من قبل أشخاص سيئين، يوليهم الأطفال ثقتهم بسبب قلة خبرتهم في الحياة. وكثيرًا ما سمعنا قصصًا مؤلمة بدأت عبر تطبيقات وغرف الدردشة، واستدرج الأشرار الأطفال عن طريقها
* الجرائم الإلكترونية التي اتخذت أشكالاً متعددة وقد يكون الطفل أحد أهدافها وأدواتها.
ولكن كيف نحمي أطفالنا من هذه المخاطر؟
* تحديد الساعات التي يمكن للطفل أن يستعمل فيها الإنترنت.
* السماح للطفل باستخدام الحاسوب أو الآي باد أمام الوالدين وفي غرفة الجلوس مثلا، كي لا يكون الطفل في عزلة ويتمكن الوالدان من رؤية ما يتصفّحه.
* الاستعانة بخدمة حجب المواقع السيئة.
* أن يشرح الوالدان لأطفالهما مخاطر الإنترنت ويوضحا له ما يمكن أن يحصل في حال أعطى معلومات خاصة لأشخاص غرباء لا يعرف عنهم شيئا.
* لا بد أن ننصح أطفالنا بأن يتجنبوا الرد على أي رسالة تحمل كلمات نابية أو مزعجة، وعدم إعطاء كلمة السر لأصدقائهم.
* توعية الأطفال في المدارس وإدراج إيجابيات الإنترنت ومخاطره ضمن المناهج المدرسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
* يمكن استعمال القصص والكتب الشيّقة للإشارة إلى مخاطر الإنترنت، أو لمناقشة ما يتعرّض له أطفالنا أثناء تمضية وقتهم برفقة الشبكة العنكبوتية، فمن خلال القصص قد يفصحون لنا عن مكنونات صدورهم أو مخاوفهم أو المشاكل التي مرّوا بها، وهنا يمكن توجيههم بشكل غير مباشر إلى التصرف الصائب والسليم. ولا بدّ من أن نشير هنا إلى تجربة المهندسة هناء الرملي في كتابها “أبطال الإنترنت”، حيث تعرّضت إلى قصص الكثير من الفتيان والفتيات الذين واجهوا الكثير من المشاكل عبر وسائط الإنترنت المتعددة، ويعتبر كتابها إضافة إلى ما يحمله من قصص عن البلطجة الإلكترونية والتحرش الجنسي كتابا توعويًّا بامتياز، وقد صدر حديثا للكاتبة تغريد النجار قصة “سر الفهد المرقط”، التي سلطت الضوء على خطورة الثقة في أشخاص غرباء قد يتعرف عليهم الأطفال عبر تطبيقات الدردشة وذلك من خلال أحداث مشوقة وشخصيات قريبة من حياة الطفل.
وفي النهاية، لابد أن ندرك أن الفضاء أصبح مفتوحًا، وأن حياتنا الشخصية قد تصبح عرضة للانتهاك والاستغلال، ولا يسعنا أمام هذا كله إلا أن نبذل ما في وسعنا كي نسلّح أطفالنا بالوعي اللازم ليكون استعمال الإنترنت آمنا ومفيدًا وبذلك يتمكّنون من مواكبة هذا التطور الحضاري دون خوف أو وجل.