إطلاق طائر السلوى … قصة شعار دار السلوى

بماأنني أتيت بخلفية من عالم الدعاية والإعلان فقد كان أول ما أردت فعله عندما بدأت العمل في مجال النشر قبل عامين هو أن أغيّر صورة العلامة التجارية وأجدد موقع دار السلوى في الإنترنت. ولحسن الحظ انخرطت سريعًا في كل جوانب عملية النشر واكتشفت أن عليّ أن أتعلم الكثير عن هذه الصناعة. وعندما أقول “لحسن الحظ” فأنا لا أعني أن إخراج شعار وعلامة تجارية مميزة للدار ليس مهمًا، ولكني محظوظة لأنني انتظرت بعض الوقت لأباشر بالموضوع، فتعمقت معرفتي بكل ما يتعلق بدار السلوى وبماذا تمثل وإلى أين تتجه.
عندما كانت تغريد النجار، مؤسسة الدار، تبحث عن اسم لدار النشر قبل 16 سنة لم يكن هذا بالأمر الهين. ولكن عندما لاحت فكرة اسم “السلوى” بدا لها أنها وجدت ضالتها.

“السلوى” هو اسم طائر، وهذا بحد ذاته توفيق كبير، لأن كثيرًا من دور النشر العالمية المرموقة تشتهر بعلامة طائر ما كشعار لها: مثل بافين وبنغوين. طائر السلوى يشبه طائر السمان ولكنه يتميز ببعض الصفات الفريدة مثل الريشة الفخورة على مقدمة الرأس ومثل العلامة المميزة حول العين. وطائر السلوى يعيش في جزيرة العرب، المنطقة التي إليها تعود جذورنا. وهذا ما أكد رسالة الدار بإنتاج محتوى عربي أصيل للأطفال.

وبالإضافة إلى ذلك فإن كلمة “السلوى” تعني أيضًا التسلية والراحة النفسية. وكما يقول المثل “فالكتاب للعقل تحلية وللقلب تسلية، وللمدارك تثقيف وللهموم تخفيف”.

أما على الصعيد الشخصي فـ”سلوى” هو اسم والدة تغريد النجار (جدتي)، الكاتبة الواعدة، التي ماتت شابة، وكانت كثيرة الاهتمام بسيكولوجية ونمو الأطفال في المراحل الأولى من عمرهم. لقد كانت مصدر إلهام لتغريد ابنتها الصغرى، التي لم تكن تعلم آنذاك أنها ستكبر وتصبح كاتبة وناشرة لكتب الأطفال
وأخيرًا وليس آخرًا “سلوى” هو اسمي أنا، ابنة مؤسسة الدار الكبرى، التي لم تفكر قط بأنها ستتوجه إلى عالم النشر، تماما كوالدتها. ولكنها وجدت نفسها بعد 14 سنة تغير اتجاه عملها وتصبح ناشرة.

شعار دار السلوى القديم كان طائرًا من تصميم الفنانة العراقية لمياء عبد الصاحب. كان هذا الشعار ملائمًا للدار؛ فقد منحها لمسة الجدية التي تتطلبها في ذلك الوقت .

شعرنا أن هذا الشعار لم يعد يلائم الروح الجديدة للدار. لقد أردنا إطلاق الطائر من قيده وإعادة التأكيد على أننا دار نشر تضع قدراتها في سبيل نشر محتوى مناسب للأطفال في كافة الأشكال وليس فقط في شكل الكتاب الورقي.

وعند تصميم الشعار الجديد استلهمنا رؤية الأطفال للطيور، فبسطنا طائر السلوى وجعلنا حدوده أكثر دائرية وأقرب إلى عالم الطفولة. أما النمط النقطي الملون على جناح الطائر فيعبر عن المظهر الرقمي للدار وعن توجهنا لإنتاج رقمي بالإضافة إلى الورقي. وقد اخترنا أن يكون الاسم تحت الشعار باللغة الانجليزية أيضا تأكيدًا لحضورنا العالمي. تعمدنا التشابه بين الإملاء العربي والانجليزي لاسم السلوى فكان لمسة مبدعة أحببناها أن تعبر عنا وعن توجهاتنا على الرغم من أن صورة الشعار قد تغيرت فإن وعدنا لقرّائنا، وهم الأطفال المنتشرون في كل العالم، يبقى كما كان: سنستمر في العمل الدؤوب لجعل القراءة متعة وفائدة، وذلك بالنشر المتواصل للمحتوى المبتكر الأصيل في كافة أشكال النشر المختلفة ورقية أو رقمية لأن التكنولوجيا الحديثة تسمح لنا بعرض كتبنا بطرق حديثة وممتعة و أحببنا أن نعطي أطفال اليوم حرية اختيار الشكل الذي يريدون قراءة الكتاب عن طريقه.

نحن نعتقد اعتقادًا راسخًا بأن الاستمتاع بالكتب هو الأساس في تنمية حب للقراءة يدوم طوال العمر. نحن نتطلع لنشر المزيد من المحتوى الأصيل في المستقبل ولمزيد من التواصل مع قرائنا لهذا ابقوا على اتصال بنا وأعلمونا بردود أفعالكم. نحن نحب أن نسمع تعليقاتكم واقتراحاتكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.