الأهازيج الشعبية…تمتع …تعلّم… وتربط الأطفال بجذورهم

بقلم: سلوى شخشير

التراث الشفوي جسر يربط الأجيال بعضها ببعض، ويؤكد على هوية الطفل وجذوره الأصيلة. ومن أبرز عناصر التراث الشفوي الموجّه للأطفال، الأهازيج التي كانت الأمهات.. والجدات يرددنها لأطفالهن في كل مناسبة والتي كان الأطفال يبتكرون بعضها عند اللعب لاختيار الشخص الذي تقع عليه قرعة اللعبة

:يُعرّف الباحث البحريني أحمد علي الحاج محمد “الأهازيج” بقوله
“هو ذلك النمط من الكلمات والجمل المسجوعة أو المقفّاة التي يرددها الأطفال في صورة أهازيج، تقال في مناسبات عدة وتكون أحيانًا مصحوبة بألعاب ورقصات، وتنتقل من جيل إلى جيل، يعدّلون فيها إضافة أو حذفًا من مناسبة إلى .أخرى”

ولكلمة الأهازيج عدة معان٬ ومفردها أهزوجة وهي مشتقة من الفعل هَزَجَ
والهَزَج صوت الرعد
والهزج ضرب من الغناء
.والهزج من بحور الشعر القصير الذي يستخدم غالبًا في الغناء ويوجد في جميع المناطق العربية
.وفي لبنان يشيرون إلى الأهازيج بالعدّيّات

بعض هذه الأهازيج كان احتفاليًا يقال في مناسبات عامة مثل العيد والاحتفال بقدوم رمضان والاحتفال بظهور أول سن للطفل والاحتفال بأول مرة َيُقَصّ شعر الطفل، أما البعض الآخر فكان تعليميًا كأهازيج العد، وبعضها كان ترفيهيًا فيه طرافة وتلاعب لفظي بالكلمات وقد يصاحب بعض الألعاب الجماعية
وعبر السنين نالت الأهازيج استحسان واهتمام الأطفال، وتناقلوها من جيل إلى جيل. وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن للأهازيج إيقاعا موسيقيا يجذب الأطفال ويذكرهم بشكل فطري بإيقاع دقات قلب والدتهم عندما كانوا في الرحم

والجدير بالذكر أن هناك موروثًا ثقافيًا مشتركًا من أغاني الأطفال الشعبية بين الدول العربية. فهي بشكل عام تتشابه كثيرًا في المضمون ولكنها تختلف في مسميات الأشياء. فقد نجد نفس الأهزوجة في أكثر من بلد عربي مع الاختلاف في حذف أوإضافة بعض الجمل والكلمات، وهذا الاختلاف يميز الأدب الشفوي عن غيره من أنواع الأدب

:وسأطرح مثالاً على هذا التشابه

( من بلاد الشام)

عصفوري كان صغير ربيته على ايدي
لما كبر وريش
صار ينقرني بخدودي
زق زق زق زق زيق

( من العراق)

عصفوري من ايدي طار…
عصفوري بين الأشجار…..
طيرطير يا عصفور…..
وكل (أكل ) الحبة بلية (بلا) قشور
طعميته حبة قلبي
وشربته دمعة عيني
لمن كوبر واتريش
صار ينقرني بخدودي
عليه الناس حسدوني
واخدوا عصفوري مني
( من بلاد الشام)

هذا عمّي بو حاتم

هذا لبّاس الخاتم

هذا طول بلا غلّة

هذا لحّاس اللبنة

هذا فقّاس القملة

هذا كف الدينار

هذا زِند الإسوارة

هذا كوع السّلة

هذا كِتف الجرّة

وهذا……..

عَشعوش الفيران (من تونس)

صغير صغرونة
حب التكرونة
بو جبة خضراء
لحاس القصعة
قتال القملة
و هذا كفيف الدينار
وهذي معيزة الشيطان
(ونتوجه إلى الإبط بالأصابع لدغدغة الطفل قائلين)
دب الفار دبيباته
وين يخبي صغيراتو
هوني هوني…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.